يعتبر مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، تظاهرة سينمائية وطنية أحدثت سنة 2015 من لدن وزارة الاتصال، بمناسبة تخليد الذكرى الأربعون للمسيرة الخضراء المظفرة، التي تميزت بالزيارة المولوية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لمدينة العيون. تسلم المركز السينمائي المغربي سنة 2016 من لدن وزارة الاتصال، مشعل الإشراف على تنظيمها، وسهر من خلال هذا التكليف والتشريف في الآن ذاته، خلال السنة نفسها على تنظيم الدورة الثانية منها، وآخذ على عاتقه مهمة تنظيم دوراتها كل سنة بمدينة العيون. واتخذ المركز السينمائي المغربي، قراره هذا من أجل تعزيز نشر الثقافة عبر السينما بالجهات الثلاثة للأقاليم الجنوبية للمملكة، وإرساء لبنة تحفيزية لمهنيي المنطقة، تساهم في دفعهم نحو مزيد من الإنتاجات السينمائية والسمعية البصرية ولاسيما منها تلك المتعلقة بالفيلم الوثائقي، ومن خلالهم إلى تكوين نخبة متخصصة في الصناعة السينمائية الوثائقية ذات المنحى الهوياتي الوطني المهتم بالصحراوي الحساني، وخلق مزيد من فرص الشغل للمهنيين ولاسيما منهم الشباب المتخصص في السينما والمهن السمعية البصرية بالمنطقة. ويعد مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني ،كذلك فضاء للقاء والحوار والتفاعل وتبادل الأراء بين صناع السينما من أجل البحث عن سبل تطوير الفيلم الوثائقي بالمغرب. كما يشكل فرصة أمام المهنيين والطلبة والباحثين في المجال السينمائي من أجل تبادل التجارب والخبرات فيما بينهم لضمان استمرارية الصناعة السينمائية الوطنية عبر الأجيال، وفرصة كذلك للمهنيين من أجل اللقاء مع الجمهور العاشق للسينما المغربية. وسيواصل المركز السينمائي المغربي معية شركاؤه في التنظيم العمل على تطوير هذه التظاهرة من أجل الرفع من جودتها باعتبارها خدمة عمومية تساهم في حفظ الذاكرة الجماعية.