الندوات

البعد الفني في الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني

قصـر المؤتمرات، 20 دجنبر 2022


الفيلم الوثائقي نوع سينمائي وتلفزيوني يقابله الفيلم الروائي، وبالتالي يبتعد كلية عن التخييل. والهدف الأساسي من إنجاز الفيلم الوثائقي يقوم أساسا على تقديم صور تكون مطابقة قدر الإمكان للواقع. من خلال هذه الصور يتلقى المشاهد معلومات عن الموضوع الذي يعالجه المخرج، معلومات مصحوبة بإثباتات على شكل وثائق أو شهادات حية.

ولقد مر الفيلم الوثائقي بعدة مراحل أساسية منذ اختراع السينما : مرحلة الأنباء المصورة، ثم السينما المباشرة إلى حدود 1965، ثم سينما الواقع، فالسينما الإتنوغرافية انطلاقا من فيلم "نانوك الإسكيمو" لروبرت فلاهيرتي سنة 1922 إلى فيلم "أنا أحد السود" لجان روش سنة 1958، ثم بعدها ما سمي بسينما العين للمخرج الروسي دزيكا فيرطوف، فسينما الحقيقة، قبل الانتقال إلى الفيلم الوثائقي حيث أول من أطلق هذا المصطلح على هذا النوع من الأفلام المخرج الإنجليزي جون جريرسون سنة 1926، وحيث تم تحديد الشروط الضرورية التي يجب أن تتوفر في الفيلم الوثائقي: غياب الممثلين المحترفين، التصوير في أماكن طبيعية، عدم الاعتماد على السيناريو، الفريق التقني يتكون من عدد محدود، إضافة إلى الرسالة التي يوجهها المخرج للمشاهدين.

طبعا هناك أنماط أخرى داخل هذا النوع من السينما كسينما البحث والروبورطاج...

بالنسبة للفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، شكلت لحظة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي تم تنظيمه في الفترة ما بين 16 إلى 24 شتنبر 2022، فرصة مهمة مكنت من الاطلاع على التجارب الجديدة لمجموعة من المخرجين المنتمين إلى الأقاليم الصحراوية، إذ تم عرض أفلام وثائقية مهمة من أهم خصائصها أنها:

  • جعلت من الفضاء الصحراوي تيمة مركزية
  • استحضرت القضية الوطنية بالدرجة الأولى
  • استثمرت الموروث الثقافي والحضاري للمنطقة، عبر الوقوف على مختلف العادات والتقاليد في المعيش اليومي
  • استحضرت أعلاما فكرية ساهمت في توثيق المنجز الفكري والأدبي لمثقفي المنطقة، في مختلف مناحي المعرفة
  • حظيت الموسيقى وبعض التعابير الفنية بالاهتمام مما سمح بتسليط الضوء على غنى ثقافتنا الحسانية المتجذرة في التاريخ، والداعمة لمكوننا الهوياتي

لقد استثمر جل مخرجي هذه الأشرطة، رغم تباين فئاتهم العمرية واختلاف مسارات تكوينهم، تقنيات ومقاربات مكنت من منح طرق المعالجة أبعادا فنية، عكست طموحهم لتقديم أعمالهم في إطار جمالي، يمنح المتعة المرتقبة.

إن الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني، بالرغم من حداثة سنه بحيث لم يتجاوز عمر مهرجانه الدورة السادسة، يتطور باستمرار في منطقة تتميز بالفضاءات القابلة للاكتشاف والبحث كما تسمح بتقديم صور مختلفة بألوان مختلفة وأضواء مختلفة مرتبطة بالمجال الصحراوي، الأمر الذي يساهم في إغناء السينما المغربية بتصورات ورؤى جديدة.


المتدخلون :

خليل الدمون، الكاتب العام لجمعية نقاد السينما بالمغرب

عبد النبي دشين، ناقد


تسيير الندوة :

توفيق شرف الدين، منتج ومخرج أفلام وثائقية

Top